في زمنٍ تتصارع فيه الأصوات وتتسابق الأحداث، يبقى السكون هو الرفيق المنسي الذي يبحث عنه القلب وسط العاصفة. السكون لا يعني الفراغ، بل هو امتلاء بالهدوء، مساحة نادرة تسمح للعقل أن يسمع ذاته بوضوح وللروح أن تلتقط أنفاسها بعيدًا عن فوضى العالم.
في لحظات السكون، يتلاشى ضجيج الخارج ليظهر ضجيج الداخل، ذلك الحوار العميق الذي نهرب منه كثيرًا، لكنه وحده القادر على ترتيب أفكارنا وإعادة التوازن لخطواتنا. فكل فكرة عظيمة، وكل قرار مصيري، وُلد في لحظة صمتٍ تأملية بعيدة عن الزحام.
وربما يكون السكون هو اللغة التي يتحدث بها الجمال، حين تهمس الطبيعة، وتبتسم السماء، وينحني الوقت احترامًا لصوتٍ لا يُسمع لكنه يُشعر به في أعماق القلب.