في كل ركنٍ من المدينة، تنام قطرات الغبار على الأرصفة كأنها تنتظر وعدًا بالمطر. الهواء ثقيل، والسماء رمادية، والناس يرفعون أبصارهم بين حينٍ وآخر، وكأنهم يسألون الغيوم: “متى ستفتحين قلبك؟”
المطر في هذه المدينة ليس مجرد ماء، بل هو حياة مؤجلة، ينتظره الجميع ليغسل الشوارع والقلوب معًا. حين يسقط أول خيط منه، تعود الأصوات لتغني، وتبتسم الأرصفة، وتتنفس الأشجار بارتياح.
المدينة التي تنتظر المطر تشبهنا جميعًا حين ننتظر لحظة صدقٍ تغيّر ما بداخلنا، لحظة تطهّر كل ما علِق بأرواحنا من تعب الأيام.