كل بيتٍ قديمٍ يحتفظ بأنفاس من مرّوا بين جدرانه. لا ينسى الضحكات التي ملأت غرفه، ولا الخطوات التي تركت أثرها على أرضه. حين تمرّ بجواره، تشعر أن نوافذه تراقبك، وأن بابه الخشبي ما زال يتذكّر آخر من أغلقه.
في زواياه رائحة الزمن؛ مزيجٌ من الغبار والحنين. الصور المعلقة على الجدران تبتسم رغم اصفرارها، والأثاث العتيق يهمس بأسماءٍ نسيها الجميع. في الليل، حين يصمت العالم، يعود هذا البيت ليحكي قصصه في الخفاء، بصوت الريح التي تمرّ بين شقوقه.
ليس كل بيتٍ مأهولٍ بالحياة، فبعض البيوت مأهولة بالذكريات. تلك التي لا ترحل، بل تبقى لتمنح المكان روحًا لا يراها إلا من يؤمن أن الجماد يمكن أن يشعر.